- .
وهذا الذي نؤكده يمكن أن نفهمه أيضاً، من خلال ما توصّل إليه علماء
الاجتماع في إجاباتهم عن السؤال المطروح بشكلٍ دائم، وهو:
ـ هل يمكن أن تقوم صداقة بريئة بعيدة عن الجانب الجنسي بين الرجل والمرأة؟
1- تفيد إجابات العلماء، أن قيام مثل هذه الصداقة أمر غير عملي وغير واقعي،
وربما نستطيع أن نصل إلى هذه النتيجة من خلال ملاحظاتنا للواقع المعاش الذي
تجاوز الكثير من الحدود في العلاقة بين الطرفين.
2- إن الصداقة بين الرجل والمرأة وإن أدّت إلى نتائج إيجابية على مستوى
الواقع الأخلاقي، فإنها تؤدي في المقابل إلى نتائج سلبية كبرى في هذا
المجال، فتكون الصداقة قضية من القضايا التي يكون إثمها أكبر من نفعها؛
الأمر الذي يدخلها في جو التجربة الصعبة التي تقترب من الحرام، وقد ورد في
الحديث: "المحرّمات حمى الله، فمن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه".
لهذا، فإننا نتصور أن على المجتمع المؤمن أن يدرس هذه الأمور دراسة دقيقة
وواقعية، حتى لا يقع في التجربة الصعبة التي قد تسيء إلى الطرفين، أو إلى
المجتمع المؤمن بالكامل، إننا نفهم أن الأخلاق لا بد لها من أجواء ملائمة،
فنحن لا يمكن أن نقول للإنسان: اقترب من المحرقة ولا تحترق، ولا يمكن أن
نرمي إنساناً بالماء ونقول له: لا تبتلّ.
وفي هذا الإطار من الصداقات تندرج علاقة الصداقة بين الجنسين حيث يفخر كثير
من الشبان بعلاقات الصداقة التي تربطهما ببعضهما البعض وأن علاقتهما بريئة
وما يربطهما هو صداقة حقة، حتى أن البعض يؤكد بأن علاقته مع الجنس الآخر
أفضل من علاقته مع الجنس نوعه .
وهذا يدلنا على أن الصداقة البريئة بين شاب وفتاة يختلطان ببعضهما وقد يرى
أحدهما من الآخر ويسمع ما لا يقدر على أن يصبر عليه شبه مستحيلة ..
الخصائص المشتركة فيما بين علاقتي الحب والصداقة
1- الاستمتاع برفقة الطرف الآخر.
2- تقبل الطرف الآخر كما هو.
3- الثقة في حرص كل طرف على مصالح الطرف الآخر.
4- احترام الصديق أو الحبيب والاعتقاد في حسن تصرفه.
5- المساعدة المتبادلة والنجدة عند الحاجة.
6- فهم شخصية الطرف الآخر واتجاهاته وتفضيلاته ودوافع سلوكه .
7- التلقائية وشعور كل طرف بأنه على طبيعته في وجود الآخر.
8- الإفصلح عن الخبرات والمشاعر الشخصية.