اين نحن من الحقيقة مع انفسنا

ا تستطيع أن تتوكل على العلم والمنطق لأنه نظريات تتغير وتتبدّل ولكن
الحقيقة هي في جوهرنا ومفتاحها معرفة وجودنا والتمسك بالدين... التأمل هو
المفتاح، والطرق بعدد ما خلق من خلق... شق طريقك وعبّدها بالعبادة واختَر
العيش مع العارفين ومع السالكين... لنتذكر معاً هذه الحادثة سنة 1924
عندما أسسوا في ألمانيا مركزاً للعلوم النووية وللطاقة الذرية... وفجأة
وفي الصباح الباكر دخل عليهم رجل ادّعى بأنه فالكانلي falkaneli وأعطاهم
ورقة واختفى... كتب إنذار قال فيه:

"نحن جماعة من علماء الذرة نحذركم من أعمالكم... إنها دمار للعالم... هنالك علماء

من قبلنا دمروا العالم بالذرة... توقفوا عن هذا الدمار"... حاولوا أن
يبحثوا عنه لكنهم لم يجدوه... لقد اختفى الرسول وبقيت الرسالة... وفي سنة
1940 هايزنبرغ Heisenberg عالم ألماني آخر حاول اكتشاف الطاقة الذرية وإذا
بالرجل يعود إليه ويعطيه نفس الإنذار واختفى...

سنة 1945 عندما استخدمت أمريكا القنبلة الذرية على هيروشيما
اعترف العلماء جميعهم بأنهم استلموا الرسالة نفسها ومن هذا الرجل
falkaneli وعاد ثانية يحذرهم من عدم استعمالها مرّة ثانية لأنها ستدمر
العالم oppenheime... العالم الأمريكي المساهم الأكبر في القنبلة قدم
استقالته وكتب فيها... اعذروني لقد أخطأنا... وذهب ليبحث عن
falkaneliولكنه لم يعثر عليه... لأن الكرة الأرضية اختفت أكثر من مرّة
بسبب جهلنا وطمعنا... والآن لا نزال نترك القرآن والحديث وعلم الأنبياء
والحكماء والعلماء ونلهث خلف الدولار والبترول... ومعكم حق... ناطحات
النساء والسحاب وفك السّحاب ودفع الشيك والعيش في الشرك... وهكذا ندور في
محور التاريخ... آدم وحوّا وقايين وهابيل والهبَل عالحبل... الولد يتبع
طريق الأب والابنة تتبع طريق الأمّة... لا الأم ولا الأب... المجتمع
والقمة والقمامة... الحضارة أيضاً تمرّ من خسارة إلى خسارة ومن ولادة إلى
موت وهذا هو دولاب الجهل والأجيال... أين الحل يا الله ؟

في كتاب الله وخلق الله...

إن الناصية هي نقطة الانطلاق إلى الإدراك الواعي الأبعد من حدود
المادة... من هنا نتجاوز الحدود المرئية وندخل في النفس التي تسير بالله،
عالمها كثرة في وحدة ووحدة في كثرة، حملها الخفاء وحالها البقاء... نورها
ليس له لون وصفاتها جميع الصفات الحسنة والله أعلم من علوم العلماء...
ولكن الاختبار أقوى...

علماء الغرب وحتى الشرق يشجعون العمليات الخارجية لفتح طاقة
الناصية... هذه طريقة سلبية وخطيرة... من القاع إلى القمة وتدمر الدماغ
والعقل الواعي واللاوعي...

أفضل طريقة هي التأمل واليوغا والسجود... الوَعي يبدأ من الداخل... من ولادة الضمير إلى المصير...